هذا كتاب فريد من نوعه للرائد أحمد فؤاد الأهواني، فها هو كتاب "التربية في الإسلام" أو التعليم في رأي القابسي، وملحق به الرسالة المفصلة لأحوال المعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين للقابسي. كما ألحق به آداب المعلمين لابن سحنون وهي من الرسائل النادرة في التربية. وقدم للكتاب ككل العالم الجليل في الفلسفة الإسلامية والفقه وعلوم أصول الدين مصطفى عبد الرازق.
تأتي الفرادة من موضوع الكتاب وقيمته واختيار الأهواني له ليكون دراسته ورسالته للدكتوراه. أما أهمية رسالة القابسي فترجع إلى أنها الوحيدة فيما نعلم التي تفصل أحوال التعليم تفصيلا فنيا دقيقا، على حين أن سائر ما كتبه العرب في التربية لا يتجاوز نصائح، أو مباديء عامة، أو شذرات متناثرة في بطون الكتب الأدبية والتاريخية.
كتاب القابسي كتاب جليل الفائدة للباحثين في التعليم وتاريخه عند المسلمين، وهو يصور حالة التعليم في عصره، وقام الأهواني في بحثه القيم برد موضوعات الكتاب إلى أصولها وربطها بمذاهب الفقهاء ومقالات المتكلمين، كما أبرز الأهواني ما في آراء المؤلف من طرافة، وما هو منها عرضة للنقد، كما وازن بين مذهب القابسي والمذاهب الحديثة في التربية والتعليم.
