استلقت على ظهرها، وأغمضت عينيها، واستسلمت له في مشهد صامت أقرب إلى مشهد ذبح الشاة وسلخها..
اقترب أكثر .. وابتعد قليلا.. ثم عاد ينقضُّ عليها من جديد .. فكلَّما
تذوَّق جمالها، كلما عاد للمزيد.
لم تسقط من عينيها دمعة واحدة.. لقد تجمَّد فيها كل شي.. إن السخونة التي انتقلت إليها من جسد السلطان، كانت كافية لتذيب حواسها.. ولكن البرودة التي سرت في كل خلية من خلايا جسدها،
كان مصدرها قلبها الحزين..
***
أربعُ نساءٍ، في أربعة أجيال مختلفة، خلال أربعة أزمنة متباينة، تحمل كلٌّ منهن جينات مَن سبقتها، وتسير على طريقها بحثًا عن الحرية، بدايةً من سلاطين المماليك، ومرورًا بتحولات فترة السبعينيات ووصولًا إلى تغيرات المجتمع المصري مطلع 2011.
إنها رواية تستحق القراءة؛ لأنها تضع تاريخًا ناعمًا لحرية المرأة، وفي الوقت نفسه تُحرِّر تاريخها من صورةٍ نمطيَّةٍ سرعان ما تتحول إلى «كُرباجٍ» الجلد الذات.