«صحيحٌ أن آدارا كانت دومًا طفلةً تؤثر الانعزال. إنها فتاةٌ صغيرةٌ جادَّةٌ للغاية، نادرًا ما تُلقي بالًا للعب مع الآخرين. يقول النَّاس إنها جميلةٌ، إلا أنَّ جمالها غريبٌ غير مألوف، ببشرتها الشَّاحبة وشعرها الأشقر وعينيها الزَّرقاوين الواسعتين الصَّافيتين. تبتسمُ آدارا، ولكن ليس كثيرًا، كما أن أحدًا لم يرها تبكي من قبل على الإطلاق».
كلُّ هذه الصفات التي تميزُ آدارا عن غيرها من الأطفال إنما هي ثمرة اليتم؛ فقد ماتت أمها وهي تلدها، في وقتٍ شهدت فيه بلدتها أسوأ موجةَ بردٍ قد يتخيلها أحد. ولكن كلما تقدمنا في قراءة الرواية وعرفنا بقية سمات هذه الطفلة الغريبة من حُبٍّ جارفٍ للشتاء، وكذلك لتنين الثلج الذي ركبته وهي بعدُ في الخامسة من عمرها- إذًا لأدركنا أنَّ اجتماع هذه السمات ليس صدفةً، وإنما سيكتسبُ اجتماعها معنىً لدى مواجهة آدارا لأول حدثٍ يهزُّ أعماقها، وتكون مسئولةً –هي الطفلة- عن حياة من حولها.
تنقضُّ تنانين الشمال النارية على المزرعة التي يقع فيها بيت آدارا، فيفزع الناسُ ولا يجدون مهربًا، وتحاول الفتاةُ التي لم يحفل أحدٌ بها، أن تنقذ الناس... فهل يحل الربيع على يدي هذه الفتاة الثلجية؟
"تنين الجليد" رواية للكاتب العالمي جورج ر.ر مارتن، وتعد تمهيد لسلسلة أغنية الجليد والنار.
استمع الآن.