الوداع، صاحَ أليكس بصوتٍ عالٍ في الهواءِ، ثمَ راحَ يعدو أسفلَ الشارعِ
مبتعداً عن بيتِ خالتهِ الأخضرِ الصغيرِ. وبينما هرولَ مغادراً، غمرتهُ سعادةٌ
وحشيَّةٌ عارمة. ها هو يبدأ الآنَ حياةً جديدةً كليّاً. وعندما وصلَ إلى التقاطعِ
الذي أوصلهُ إلى الشارعِ الرئيس الممتدِّ إلى وسطِ المدينةِ، استدارَ ثُمّ صرخَ
ثانيةً:
- لنْ أعودَ!
هذه الرواية أحداثها واقعية. تتحدث عن انتصار الحياة لذاتها، إنه انتصار
الحياة على الجوع والدموع والوحدة والألم حين يقف الصغير وقفة تأمّل لنفسه
ولمحيطه ليستشفّ الواقع بكلِّ ما فيه من فظاعة سعيًا إلى التكيّف معه، حتى
يستطيع الاستمرار