"
لم يحدث أن تخلى تولستوي يومًا عن واجبه الإصلاحي والأخلاقي تجاه المجتمع الروسي، فنجده في هذه المجموعة القصصية يتصدى كعادته لترسيخ قيم التسامح والرحمة والتعاطف بين الناس.
تتجلى تلك القيم التي يدعو إليها تولستوي في قصة الملاك، حيث يصادفُ فلاحٌ فقيرٌ شخصًا عاريًا أمام الكنيسة فيرقُ قلبه له حتى يتنازل له عن حذائه، بل ويصحبه إلى منزله ليواجه زوجته الغضبى التي كانت تنتظر عودته بالنقود، ثم ها هو يعود بلا نقودٍ وفي صحبة شخصٍ شريد. يخاطب الزوجُ العاطفة الدينية في الزوجة فيسألها: ""ألا تحبين الله؟""، وكأن هذه الجملة قد انتشلتها من ضيق الغضب والأنانية إلى رحابة الجماعة الإنسانية، فكفت عن غضبها وأكرمت ضيفها.
استمع الآن.
"