لا تتوقف دراسة الفلسفة -في هذا الكتاب-عند فيلسوف العرب "الكندي"، أو المعلم الثاني "الفارابي"، بل تمتد لتشمل الآراء الفلسفية عند كل من: الشاعر الحكيم "أبي الطيب المتنبي"، وبطليموس العرب "الحسن بن الهيثم"، وشيخ المجددين في الإسلام"ابن تيمية".
ولعل الشيخ مصطفى عبدالرازق يلفتنا إلى أن دراسة الفلسفة عند المسلمين لاينبغي أن تنحصرفي الفلاسفة المشهورين فحسب، فقد عُرف عن علماء المسلمين أنهم تميزوا بالموسوعية، فنجد ابن سينا مثلاوقد برع في الطب والرياضيات والفلك والطبيعة إلا أن له في الفلسفة آراءه الخاصة.
وقد تميز هذا الكتاب عن نظرائه من المؤلفات التي تناولت هؤلاء الفلاسفة والحكماء بالمنهج الفريد في الرجوع إلى المصادر التاريخية لمعرفة العوامل الاجتماعية والسياسية والبيئة الفكرية التي أنتجت هذه الآثار العظيمة، ومما تميز به أيضا هو التقصي في المعرفة بالأحوال والأنساب والنشأة والأساتذة والتلاميذ لكل منهم.
كذلك تميز الكتاب بأنه عرض للفلسفة الإسلامية من منظور عربي إسلامي بعيدا عن عدم إحاطة المستشرقين بطبيعة التراث الإسلامي.