هذا الكتاب من تأليف الكاتب الألماني الكبير إميل لودفيغ، وهو آخر ما أخرج للناس، وقد ألفه باللغة الإنجليزية، فاعتمد المترجم في نقله إلى العربية على أصله الإنجليزي وترجمته إلى الفرنسية.
ويتناول لودفيغ في كتابه أمور الحياة والحب ويبحثها بحثًا دقيقًا مستندًا إلى دراساته، وما انتهى إليه علم النفس وعلم وظائف الأعضاء من أصول، فجاء بدعًا في بابه.
وقد سلك لودفيغ سبيل الإيجاز وأكثر من المجاز فبدا بعض عباراته ضربًا من الألغاز، ويظهر أن لودفيغ بلغ الذروة من التعقيد في التعبير مع عدم خفاء المقصد، فكانت الصراحة مع العمق والإبهام مع الدقة والغموض مع الوضوح أبرز سمات هذا الكتاب، وللودفيغ ما يعتذر به عن ذلك باشتمال الكتاب على موضوعات شائكة، ونواح حساسة لابد من بيانها بشتى الإشارات والكنايات.
ومن ينعم النظر في الكتاب يبصر ما تصير إليه الأسرة في الغرب من الانحلال، فيود لو يقتصر الشرق ولاسيما العالم العربي على اقتباس نواحي العلم والفن من الغرب دون تقليده، فيما يصاب به الكيان الاجتماعي من الأضرار الفادحة، وكأن لودفيغ لم يرد أن يرى ما تصير إليه الأسرة الغربية من التفكك وعدم التماسك، فيعالج موضوعه من الناحية الاجتماعية أيضًا، بل نظر إلى المسألة نظرًا واقعيًّا تجريبيًّا من حيث الغرائز الجنسية وسرائر النفوس مع مباحث طريفة في السعادة والعظمة والعزلة.