كيف تصبح كاتباً

زالت تبحث عن حماس يؤدي بها إلى نجاح داخلي مفقود، وهنا اكتشفت أن كل معادلات النجاح لن تنفع إذا لم تسبقها معادلات لتهيئة الإنسان للنجاح والبحث داخله عن مقوماته

أدوات كتابية
ادخل متجرًا للأدوات الكتابية. هناك عدد لا ي

خلق «السبات الفني»
الآن استحم، واستمر في التفكير فيها بطريقة عابرة، وبعد ذلك انتقل إلى غرفة معتمة. استلقِ على ظهرك (والوضع البديل الذي تختاره فقط إذا اكتشفت أن الأوضاع الأخرى تجعلك تشعر بالنعاس أن تجلس على كرسي كبير منخفض ولكن ليس مسترخيًا بشكل كامل). وعندما تأخذ وضعًا مريحًا، لا تتحرك مرة أخرى، واجعل جسدك هادئًا. بعد ذلك اجعل عقلك هادئًا، استلقِ، بين النوم واليقظة. وبعد فترة -قد تكون عشرين دقيقة

أو ساعة أو ساعتين- ستشعر بدافع مؤكد لتنهض، إنه نوع من اندفاع الطاقة. أطعه، ستكون في حالة تشبه السير أثناء النوم، غير مهتم بأي شيء على الأرض ما عدا الذي توشك على كتابته، المملّ بالنسبة لكل العالم الخارجي، ولكنه الحيّ بشكل واضح بالنسبة لعالم خيالك. استيقظ، واذهب إلى أوراقك أو إلى الآلة الكاتبة وابدأ في الكتابة. الحالة التي أنت فيها في هذه اللحظة هي الحالة التي يعمل فيها الفنان.

تلك الفترة الغريبة المنعزلة المنفصلة يطلق عليها المراقبون الأذكياء «السبات الفني»، فقد فهموا أن هذا الكسل مجرد هدوء على السطح. هناك شيء ما من العمليات الداخلية التي تحدث في العقل، ولكنه عميق جدًّا وصامت ولا يعطي علامة على نشاطه تقريبًا حتى يصبح مستعدًّا لإبراز رؤيته. إن الضرورة التي يشعر بها الفنان في الانغماس في العزلة، وفي الترفيه عن طريق التجول، وفي فترات الصمت الممتدة، هي التي وراء معظم تهم الغرابة والفظاظة التي توجه إلى العباقرة. ولكن إذا كانت هذه الفترة معترفًا بها ومسموحًا بها، فلا ينبغي أن يكون لها تأثير تخريبي. سيتميز الفنان دائمًا بفترات عَرَضية من الانفصال، حيث تعلن الموهبة عن نفسها دائمًا في جو من الانسحاب واللامبالاة، ولكن من الممكن أن نعجِّل هذه الفترة نوعًا ما ونجعلها محدودة المدى تحت سيطرة المرء. وأن تكون قادرًا على تحفيز نشاط هذا الخيال الأعلى، وهذا الحدْس، وهذا المستوى الفني من العقل الباطن، فإن هذا هو سحر الفنان، وسره الحقيقي الوحيد.

-بطريقة ما - جزء غير مهم في تركيبة عقلنا.
خضع (مايرز) في فصله الرائع عن «العبقرية» في كتابه «الشخصية

بهذه الطريقة يمكنك أن تدرب نفسك على عادات عملية جيدة. لا ينبغي أن تكون الآلة الكاتبة أو الورقة مكانًا جيدًا لإضاعة وقتك في التأمل والشرود، أو في العمل على أمور قد انتهيت منها من قبل. قد تجد أنه من المفيد جدًّا قبل أن تبدأ في الكتابة أن تستقر على الجُملة الأولى والجُملة الأخيرة لقصتك. بعد ذلك يمكنك استخدام الجُملة الأولى كنقطة انطلاق يمكنك الغوص من خلالها في عملك، والجُملة الأخيرة كعوَّامة تسبح لتصل إليها.

بة بثقة
والآن، ابدأ مشروعك مرة واحدة. تمامًا كما كنت تقوم بتمارين الوقت في الفصل السادس، لا تأخذ أعذارًا، وارفض أي شعور بالخوف من خشبة المسرح، ابدأ العمل ببساطة. إذا لم تأتِ جُملة أولى جيدة، اترك مسافة فارغة لها واكتبها بعد ذلك. اكتب بسرعة قدر الإمكان، مع القليل من الاهتمام بعملياتك التي تقوم بها. حاول العمل بخفة ونشاط، وابدأ كل جملة واختمها بضربة جيدة وواضحة. أعد القراءة قليلًا -فقط جملة أو جملتين بين الحين والآخر- لتتأكد من أنك على الطريق الصحيح.

- يقولون القليل عن جلوسهم في ركن مع كتاب جيد. فبقدر ما يحبون القراءة (وكل المؤلفين يفضلون أن يقرؤوا على أن يأكلوا)، إلا أنهم تعلموا بالتجربة الطويلة أن الاستراحة الصامتة هي التي تجعل عقولهم جاهزة للعمل.

امتلك قناعاتك أولًا حتى تستطيع إقناع غيرك.
ا