لبيك لبيك أيها الطائر العزيز! ما زلت ساهرة أرقب مقدمك وأنتظر نداءك؛ وما كان ينبغي لي أن أنام حتى أحس قربك، وأسمع صوتك، وأستجيب لدعائك، ألم أتعود هذا منذ أكثر من عشرين عامًا!. لبيك لبيك أيها الطائر العزيز! ما أَحبَّ صوتك إلى نفسي إذا جثم الليل، وهدأ الكون، ونامت الحياة، وانطلقت الأرواح في هذا السكون المظلم، آمنة لا تخاف، صامتة لا تسمع!. إن صوتك إذن لأشبه الأشياء بأن يكون صوتًا لروح من هذه الأرواح ليذكِّرني روح هذه الأخت التي شهدتَ مصرعها معي في تلك الليلة المهيبة الرهيبة، وفي ذلك الفضاء العريض الذي لم يكن من سبيل إلى أن يُسمع الصوت فيه مهما يرتفع، ولا أن يجيب المغيث فيه لمن استغاث. طه حسين