في اللؤلؤة يسكن طغيان المدينة، متخذاً من بيوت الحجر والجص مرتعاً طيباً لعيشه. وفي الساحل تعيش مخلوقات بشرية هامشية في أكواخ من الخشب، وهذه المخلوقات تعيش على الصيد وتقدم لأسيادها في المدينة ما تستخرجه من البحر، مقابل قوت يومها، لم يجرؤ أحد في يوم ما أن يقارن نفسه بأهل المدينة.
يقدم شتاينبك "اللؤلؤة" كمرآة تعكس وجوه الناس، كما تعكس القبح الذي يختبئ في دواخل نفوسهم، كذلك يكشف وهم البحث عن السعادة، وضعف الفرد الذي يجد نفسه في مواجهة الواقع المتوحش، حيث يتخلّى الآخرون عنه، وقد تكون تلك المأساة الفرديّة التي تحكيها الرواية دعوة للتكاتف الجماعيّ الذي تستحيل من دونه الأحلام وتصبح كوابيس ويؤكّد في خاتمة الرواية أنّ السعادة هي اللؤلؤة الكبرى المفقودة التي يظلّ الإنسان يبحث عنها دون أن يعثر عليها