تكتسب مثل هذه الاقتباسات أهمية ليست هينة من نواح عديدة، فهي أولاً توفّر لبعض القراء، بوصفها اقتباسات، موادَ تفيدهم في كتابات أو بحوث يقومون بها، قد يصعب عليهم الوصول إليها أو البحث عنها، بل ربما لم تخطر في بالهم؛ وهي ثانياً قد تفتح لمثل هكذا كتّاب أو لغيرهم أبواب مصادر لم يصلوا إليها أو لم يعرفوها أو أبواب موضوعات للكتابة عنها دراساتٍ أو بحوثاً؛ وهي ثالثاً قد تضع يد من يقوم بدراسة الأديب صاحب الاقتباسات — الذي هو هنا ميسلون هادي— على طبيعة تفكير هذا الأديب والموضوعات التي يفكر فيها أو تهمه، وقد يجد الباحث أصداءً لها في كتابة الأديب مما يساعد على فتح بعض مغاليق نصه؛ وهي أخيراً تشكّل هدايا لمثل هكذا كتّاب وباحثين بل للقراء عموماً، كونها مختارة بذائقة غير عادية هي ذائقة كاتب معروف، سواء كان ميسلون هادي أو غيرها. لذا ليس غريباً ان نجد الكثير من الأدباء على مر الحِقب الزمنية ينشرون مثل هذه المختارات في كتب خاصة.