شيري تيركل عالِمة أنثربولوجيا، ومحلِّلة وإخصائية نفسية إكلينيكية، وأستاذة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الشهير بالولايات المتحدة الأمريكية، ومؤسِّسة ومديرة مبادرة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حول التكنولوجيا والذات، أي لا يوجد أفضل منها ليحدثنا في كتابٍ قيِّمٍ عن علاقتنا بالتكنولوجيا، وحيث لم يسبقها أحدٌ في التعبير بحماسٍ وذكاءٍ، في هذا الكتاب، عما نفعله لأنفسنا من خلال إحلال التكنولوجيا محل التفاعل الاجتماعي. تجادل تيركل بشكلٍ تحفيزي ومثيرٍ للقلق بأن استخدام الإنترنت يتسم بقوة تقود إلى عزل العلاقات وتدميرها بقدر ما يمكنها أن تجمعنا معًا. وهذا بالفعل ما نعيشه جميعًا في زمن أصبح ارتباطنا بشاشات الهواتف والأجهزة الإلكترونية جميعها أكبر من ارتباطنا بأي شيء آخر.
تيركل كذلك كاتبة موهوبة مبدعة، تطرح حججًا مثيرة للاهتمام بأسلوبٍ جذابٍ، والجديد الذي تضيفه إلى الموضوع، الذي يُعَد موضوعًا جديدًا بذاته، يزيد على عقدٍ من المقابلات مع المراهقين وطلاب الجامعات، تناولت خلالها التأثير النفسي لأجهزتنا الجديدة الجريئة في الجيل الجديد الذي يبدو أكثر راحة مع تلك الأجهزة.
تناقش تيركل حاضر التكنولوجيا ومستقبلها، وعلاقتها بالبشر وتأثيرها فيهم، وتجعلنا نستعد لعالم الروبوتات القريب، حيث سيكون هناك روبوت رفيق لطفلٍ، وجليسة أطفال ومسنين روبوتية. علينا تخيُّل آلة قد تصبح امتدادًا لجسد الإنسان، فماذا عن استخدام التكنولوجيا كأطرافٍ صناعية كمثالٍ، وهل سنتعامل مع الروبوت كحيوان أليف أو كشخصٍ؟ أسئلة كثيرة تجد إجاباتها في هذا الكتاب الفذ.