لم تهبط حضارة سومر من السماء، كما أنها لم ترحل من أيّ مكان على الأرض لتحل في جنوب العراق، بل هي ابنة حضارات وادي الرافدين في عصور ما قبل التاريخ تدرجت في وعيها ونضجها ونسجت بصبر وهدوء بدايات الأنساق الحضارية في كل المجالات لتشكل أول حضارة بشرية يفتتح بها تاريخ الإنسان مجراه الطويل. هي حضارة البدايات والأصول والإستكشافات الأولى وهي بذرة الروح الإنساني الأول، ويأتي هذا الكتاب شاملاً وواسعاً ليبحث في جميع مظاهر هذه الحضارة وليركز على جانبها الإنساني العميق ويؤرخ فرادتها النادرة. الفصول التسعة التي يضعها الكتاب مليئة بأدق التفاصيل والمعلومات عن تاريخ وصفحات هذه الحضارة في السياسة والمجتمع والإقتصاد والدين والثقافة والآداب والعلوم والفنون السومرية فهو دليل لا بديل عنه في هذا المجال، وهو الكتاب الوحيد الذي يتناول الحضارة السومرية بأفقها الواسع هذا.