" ليس لساكن وطن من الأوطان ، أو صاحب دينٍ من الأديان أن يقول لغيره ممن يسكن وطنًا غير وطنه ، أو يدين بدين غير دينه : " أنا غيرك ، فيجب أن أكون عدوك! " لأن الإنسانية وحدة لا تَكَثُّرَ فيها ولا غيريّة ، ولأن هذه الفروق التي بين الناس في آرائهم ومذاهبهم ومواطن إقامتهم وألوان أجسادهم وأطوالهم وأغراضهم ، إنما هي اعتبارات واصطلاحات ، أو مصادفات، واتفاقات تعرض لجوهر الإنسانية بعد تكوُّنِهِ واستتمام خلقه ، وتختلف عليه اختلاف الأعراض على الأجسام". "النظرات" إحدى كلاسيكيات الأدب ، ذلك الإنتاج الأدبي الذي يعود بنا إلى إبداع العصور الماضية ، ولكن في صورة حداثية سلسة ميسرة ، لنبحر في الماضي بمجداف المستقبل. وإذ يصحبنا المنفلوطي في هذه الرحاب الأدبية ، نلمس تعريبه للروايات الأجنبية حتى كأن أحداثها كانت على أرضنا نحن ، يستلهم روح الرواية ثم يفرزها بروح عربية أصيلة تلمس روح القارئ ووجدانه.