لا أحد يعرف على وجه التحديد كيف استطاع بوريس فيان خلال سنوات عمره القصير التي لم تكمل الأربعين أن يكون كل هؤلاء: الكاتب، الشاعر، الشاعر الغنائي، الرسام، الصحفي، الموسيقي، الملحن، المهندس وغيرها من الحيوات المتوازية. بل إن فيان، الشاب الوسيم الذي انتهك جسده المرض منذ كان طفلا، كان صاحب تأثير حقيقي على مشهد موسيقى الجاز في وقته.
نشر بوريس فيان أعمالا أدبية تحت اسمه وتحت أسماء فنية مستعارة وكأنه كان يحاول مضاعفة سنوات حياته بينما يشعر بدنو الأجل. وحين مات فيان كان يجب أن تكون ميتته كحياته عجيبة من الأعاجيب، فمات في السينما وهو يشاهد عرضا تجريبيا لفيلم مأخوذ عن واحدة من رواياته الشهيرة.
خلال حياة بوريس فيان اشتهرت الروايات التي لم يضع عليها اسمه الحقيقي، بينما الروايات التي وضع عليها اسمه مؤمنا بثقلها الأدبي فشلت تجاريا في حياته وازدهرت فقط بعد وفاته وتم تقديرها من النقاد والجمهور.
العشب الأحمر رواية شهيرة لبوريس فيان، تحمل الكثير من ثقله الأدبي وسخريته السوداء، وتقدم لنا عالما جديدا من المغامرة، التشويق، الفانتازيا والخيال العلمي حيث آلة الزمن تقوم بمهام مختلفة عما اعتدناه منها.