يُقدّم العقّاد في هذا الكتاب تعريفًا وتحليلًا لأصول الديموقراطية في الإسلام، في مختلف مجالات الحياة، الاقتصادية، والاجتماعية، والتشريعية، والسياسية، فالشّريعة الإسلاميّة كانت سبّاقةً إلى تقرير الدّيموقراطيّة الإنسانيّة كحقّ للإنسان يمكّنه من اختيار حاكمه، ويصل العقّاد في النّهاية إلى أنّ الدّيموقراطيّة الإسلاميّة تتميّز بمبادئ وغايات تمنح رؤية شموليّة، تساعد على الخروج من الصّيغة الضّيقة إلى الصّيغة الإنسانيّة. والعقّاد هو عباس محمود العقاد؛ أديب، وشاعر، ومؤرّخ ، وفيلسوف مصريّ، كرّسَ حياته للأدب، كما أنّه صحفيٌّ له العديد من المقالات، وقد لمع نجمه في الأدب العربيّ الحديث، وبلغ مرتبةً رفيعة. ولد العقاد في محافظة أسوان سنة 1889، في أسرةٍ بسيطة الحال، فاكتفى بالتّعليم الابتدائيّ، ولكنّه لم يتوقّف عن سعيه الذّاتيّ للعلم والمعرفة، فقرأ الكثير من الكتب. وقد ألّف ما يزيد على مئة كتاب، وتُعدّ كتب العبقريّات من أشهر مؤلّفاته. توفّي سنة 1964، تاركًا خلفه ميراثًا أدبيًّا زاخرًا.