… تعجَّب ميم من تأثر الفتاة وبكائها من أجله، في حين أن زوجته التي يشقى من أجلها لم تذرف من أجله دمعة وهي تراه يدور في الطاحونة، بل كانت تضحك و تركته ملقى على أرض الشارع منذ لحظات، و تذكر ميم أن ظل ابتسامة خفيفة كان قد لاح على شفتيها وهي تخبره عن الإنذار بحكم الإعدام الذي قرأته في الورقة الحمراء. تمنَّى في أعماق نفسه لو أن الظروف كانت قد أتاحت له فرصة رؤية هذه الفتاة الرقيقة التي ضمدت جراحه وبكت من أجله ليتزوجها بدلًا من زوجته الحالية، إذا كان لا بد من الزواج… في رواية الواجهة نجد أنفسنا أمام بطل يتلاشى عنه كل ماضيه، واسمه.. لا يبقى من الأمس حتى الظل وهو يضرب في المدينة الغريبة دون أن يعرف إلى أين.. والرواية تحفل بالرمز والتشويق من خلال أحداثها المتسارعة.. مثيرة عددًا من التساؤلات والأفكار الملحة على الإنسان في أي مكان و زمان.