… "كانت السماء صافية إلا من بعض السحب المتفرقة التي تسير الهوينى وتتشكل بأشكال غريبة غير عابئة بما يحدث تحتها من جنون البشر. نظر الجندي إلى إحدى هذه السحب فوجدها تشبه فتاة مضطجعة. تذكر خطيبته التي لم يرها منذ استدعوه للحرب. وجد منظر السماء لا يختلف عن منظرها في أيام السلم عندما كان يسير مع خطيبته في نزهة يتمتعان فيها بجمال الطبيعة التي أبدع الله صنعها وأفسد جمالها الإنسان.." *** في هذا الكتاب يجنح د. يوسف عز الدين عيسى بالخيال، لكنه لا يفصله عن الواقع، بل يتحول الواقع إلى عجائب أكبر من الخيال، فالعالم يبدو كقرية صغيرة، إذا أصاب مكروه جزءًا صغيرًا منه، فإنه ينتشر في كل الدنيا كالإنفلونزا، فالكل يتنفس نفس الهواء. ونجد كاتبنا دائمًا مهمومًا بقضية الإنسان في أي مكان وزمان بصرف النظر عن عرقه أو لونه، فهو يعبر عن أحواله وأحلامه، طموحاته و إخفاقاته.