هو كتاب يضمّ مجموعة من الأحاديث التي كًتبت للإلقاء عبر الإذاعة، كتبها وألقاها إبراهيم عبد القادر المازني، فكانت نصوصًا إذاعيّة ممتعة، تمّت صياغتها لتُقرأ على مسامع الناس عبر الأثير، أي أنها في الأصل أحاديثٌ يتلقّاها المرء سماعيًا، ولم يقرأها قراءة، بالتّالي طريقة معالجة المواضيع المطروحة من خلالها ستكون مختلفةً تمامًا عمّا جرت عليه العادة مع القراءة، وهو حالٌُ يتطلّب الخفّة في الطّرح، وتكثيف محاور الأفكار، والرّشاقة في العرض، مع الاحتفاظ بعنصر الجذب. وقد نوّع المازني في موضوعاتها، كي يوافق مجريات الحياة ومتطلّباتها المتغيّرة، فكانت في الأدب والنقد، ومنها ما كان في التاريخ، كهجرة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومصرع الحسين، بحيث تبرز أسايبه وأدواته الفنيّة هذه الأحاديث، وتبدو روح السخرية والفكاهة التي اتّسم بها المازني في عرض ومناقشة الموضوعات، وثمّ معالجتها. تناول ستة وعشرين موضوع، من ضمنها: أثر الرّاديو في الموسيقى والتمثيل والأدب، الأدب والجمهور، في الاتجاهات الحديثة، الجزيرة والتّاريخ الإسلامي، الرّأي العام المصري، من دروس الحياة، السيّد جمال الدّين الأفغاني، وغير ذلك.