الرحلة تكون كعين الجغرافيا, تُفتح لنا لوحة جديدة من التجارب والاكتشافات. تجتمع في أدب الرحلات جماليات الوصف بتأثير الاغتراب, فالرحالة يحكي لنا ليس فقط عن المناظر الطبيعية والثقافات التي يصادفها, بل عن تأثيرها الفعّال على وجدانه الشخصي. يظهر الأدب العربي والإسلامي قوة خاصة في هذا النوع, حيث تألق رواد الرحلات مثل المسعودي والمقدسي والإدريسي الأندلسي وابن الجبير وابن بطوطة, ملوِّنين لنا صورًا حية لحياتهم وتفاصيل الشعوب والقبائل التي اندلعت فيها رغبتهم في الاستكشاف. يُعتبر كتاب "رحلة إلى الحجاز" لإبراهيم عبد القادر المازني تجسيدًا للاستمرارية التاريخية لهذا الأسلوب في الأدب العربي الحديث.