هي روايةٌ من روائع الكاتب إبراهيم المازني، تخطّى فيها الواقع، وجنح إلى الخيال، احتلّت منزلةً خاصّةً عند القرّاء، فقد قلب الموازين، وجعل من بطله شخصًا يعيش حالةً مختلفة، استيقظ ذات يوم فوجد نفسَه صبيًا، طريّ العود، يافعًا، بعدما كانت ركبه تصطكّ من الكبر، وصار ت صحّته قويّة، وصوته ناعمًا، حتّى أنّ الأدوارَ قد قُلبت، فأضحى الولد والدًا، والوالد ابنًا له، والزّوجة أصبحت أمًا. من أجمل مفارقات الرّواية أنّ كلّ شيء تبدّل، وتغيّر، إلّا أنّ الذّاكرةَ ظلّت حاضرةً، فهو يعرف أنّه ليس الولد، ويدرك تمامًا أنّها زوجةٌ ﻻ أم. كسر حاجز المعقول و دلف إلى عالم الخيال، يثري نصّه بمشاهد مُتَخيّلة، لكن عميقة المدلول، فلو سأل الواحد منّا نفسَه، إذا ما كنتُ في مقام هذا البطل ماذا سأفعل؟ ربّما ستختلط عليه الحدود الفاصلة بين الأمور، والتي قد تكون رفيعةً كحال الشّعرة، دقيقةَ المعنى، ولو لم يرها بعينٍ مُجرّدة. حتّى يتيقّن أنّ بمقدور الذّاكرة أن تتحايل على الزّمن.