اختار إبراهيم عبد القادر المازني أن يجمع خبراته في الحياة ومكتسباته منها، ومن المجتمع والنّاس في هذا الكتاب، الذي يُعَبِّر فيه بأسلوب نثري عن تأمّلاته في النّفس والحياة، حيث تناول فيه التجارب الإنسانيّة في جوانبها الاجتماعيّة والنفسيّة والأدبيّة، هذه العوامل أو المجالات التي كان لها دورها في تشكيل وجدانه، ونضج أفكاره، وصقل شخصيّته كذلك. ينطلق من منشئه في القاهرة، ويتحدّث بعد ذلك عن والدته، ثمّ ينتقل إلى أستاذته، والسّبيل في الصّحافة، وإلى غير ذلك من موضوعات الكتاب. يُصَيَّرُ الإنسان على أمورٍ ويُخَيَّرُ في أخرى، وبين هذه وتلك يتّضح سبيل الإنسان ومسارَه في الزّمان والمكان، مما يجعلنا ننظر في عين العجب نحو سبيل الحياة! فلا خيارَ لأي أحدٍ منّا في أن يأتي إلى الدّنيا أو لا، أو أن يختار أحدًا من أفراد عائلته، أو يختار الّلغته التي يتحدّث بها، أوشعبه ووطنه الذي ينتمي إليه، ودينه الذي يؤمن به.لكن يضعنا في مقابلةٍ منطقيّة مع ما ذُكر، فكلّنا نملك الخيار بين الخير والشر.