من وعي بني ادم الساخطين على ما يقع من كوارث ودمار حروب ومذابح الالم ومرارات اوبئة وعلل كراهية وجهل مجاعة وهلاك.. يتنامى كون من المواجهة بمعناها الواسع ليبرر رفض مظاهر "الشر" الرابص في عالمنا وتمثل هذه المجابهة الموادعة والمكاشرة الكامنة والمعلنة على حد سواء ولاء عنيداً لروح فلسفة الانوار ليس بسبب القيم المتأصلة فيها فقط وانما لانها كانت ولا تزال تمنح ملاذاً واعياً من ضراوة حضور الشر وكابوسه الذي ترزح البشرية تحت اخطبوطه منذ اول الخديعة. لقد ادرك الفيلسوف الفرنسي فولتير (1694–1778) ان نص /رواية (ادم بعد عدن) او (كانديد)، لن تخدم التنديد / الاعتراض على اشكال الشر اذا كانت مجرد نفثة مصدور او تنفيس عابر تجاه الضيم والوضع التعس السائد حول العالم وانما باعتبارها شكلاً من المقاومة ذد الانصياع لأوجه الشر والاعتراف العاجز بها بل وتنديداً مريراً باللامبالاة البشرية التي ترفض رؤية البؤس واليأس والموت ولا تنبس بفعل ولا حتى باحتجاج فهو التنويري الذي كان يصر على تدمير تلك السلبية المبررة لقبول الشر واستمراره.