«قبض الرّيح»، كتابٌ في فنّ المقالة، من تأليف إبراهيم عبد القادر المازني، جمع فيه عددًا من أهم المقالات النقديّة والأدبيّة، والتي تضمّنت آراءَه فى كبار المفكّرين من الشّرق والغرب، واحتوى موضوعات أدبيّة متنوّعة كالشّعر والخطابة والتمثيل والتصوير، كما لم يتردّد المازنيّ في الحديث عن نفسه، فحكى عن رحلاته وذكرياته وأصدقائه والمرأة في حياته. وكتب المشاعر الإنسانيّة أيضًا، بسردٍ شيِّق ممتع، ونقد لاذع. وكان موضوع العمى الذي ضمّنه الكتاب من المواضيع ذات الوقع الإنسانيّ التي تأخذ مكانتها في نفس القارئ، فقد جاء فيه عن أثر العمى في الغريزة النوعيّة، وهذا ما جعله يروح إلى شخصيّات من أشهر الشّعراء، مثل بشار بن برد، وأبي العلاء المعرّي، ليضرب منهما مثلًا ،فكلاهما أعمى، وعرّج قليلًا نحو الفلسفة، بأسلوبه الفكاهي السّاخر المحبّب إلى النفس. وأتّخذ إبراهيم المازني من أزمة كتاب «في الشعر الجاهلي» موضوعًا متاحًا على الطّاولة للحديث عنه، وإعادة النّظر بما ورد فيه، ذلك الكتاب الّذي ألفه طه حسين، وأثار عاصفة وزوبعة نقديّة في زمنه.